من أجمل الروايات التي قرأتها ليست لأنها رواية إماراتية، لكن من الروايات التي نادرا ما نسمعها رواية تذكركم بروايات الجدات كما قالت أمي التي لا تحب قراءة الروايات و لكن هذه الرواية جذبتها و تعلقت فيها حتى إنتهت منه..
عندما أكملتها، قالت لي إبحث لي عن رواية ل هذه الكاتبة أو روايات إماراتية " ذكرتني بأول " ..
كنت أقرأها ، و نسيتها على الكرسي و لفت والدتي العنوان و بدأت بقراءتها، و لأول مرة أرى أمي تعلن عن كتــاب و كأن الكاتبة خصصة لها مبلغ للدعايا، فكانت تمدح القصة كثيرا فأنا لم أقرأ منها إلا 20 صفحة تقريبا و بعد ذلك أخذتها مني، بعد أن قامت بالإعلان عن الرواية أخذتها إبنت خالتي و قرأتها، و كانت معجبة بالرواية، و هي من النوع الذي لا يقرأ و كانت تسألني عن المزيد من هذا النوع من الروايات، تعجبت من الرواية و قلت لها حديثيني عن الرواية، ف حدثتني عن القصة و أنا أسمعها تمنيت لو أنها قرأتها لي قبل النوم .. كانت رواية رائعة، حقيقة نفتقد هذا النوع من الروايات..
و اليوم إكتشفت أن ل نفس الكاتبة رواية أخرى و هي بنت المطر ..
سأقص عليكم جزء من الرواية بإختصار شديد دون الدخول في التفاصيل
هذه القصة تدور أحداثها قبل إكتشاف البترول في دولة الإمارات أي أيام الغوص، و المقصود بالطوي هو البئر
بخيتة هي إبنة عم مصبح، و مصبح متزوج من اليازية، و كانت بخيته صديقتها الصدوقة، و أختها و كل شيء، لكن شاء القدر بعد أن شاهد مصبح كابوسا في نومه أفزعه، و هو يردد" اللهم إجعله خير " ..
تنجب زوجته و ترزق بولد تمت تسميته ب " عبيد " لكن كانت بخيته مستغربة لماذا اليازية حزينة كل أم تفرح بأول ولد لها و هي العكس تقترب منها بخيته، و تنزع بخيته قلادتها من رقبتها و تقول لها إلبسيها فهي هدية مني لك، إستغربت بخيته من اليازية ف تصرفاتها غريبة جدا، و بعد ذلك تقوم بتوصيتها على عبيد و تكرر التوصية و هي مستغربة من تصرفاتها فهي أم الآن و يفترض أن تكون سعيدة لا أن تكون بهذه الحال، لكن كانت تحس أنها لن تعيش أكثر من هذه اللحظات، و يقترب مصبح و هو يحمل الحطب مسروورا بقدوم الولد إلا أنه يرى النساء متجمعات حول الخيمة و كأن الكابوس رجع إليه من جديد ..
إقترب من الخيمة حتى عرف أن زوجته اليازية قد ماتت ..
******
بخيته أخذت بتربية عبيد، و أعطت إحدى النساء مهمة الرضاعة لإطعام هذا الرضيع أما مصبح فكان حزينا لفراق زوجته اليازية، بعد أيام يقترح أحد رجال الفريج أن يرحلوا من هذا المكان لأنه شؤم عليهم، فقد إنتشر وباء في هذه المنطقة و مات الكثير من الأطفال و اليوم تموت اليازية فوافق مصبح أن يرح معهم ..
و تسير القافلة كلها و تبتعد عن هذه المنطقة، حتى وصلوا لأقرب طوي ، و وضعو أمتعتهم للإستراحة في هذا المكان حيث يوجد فيه الماء، و من ثم إكمال المسير، لكن شماء أخت بخيته الصغيرة كانت تستغرب لماذا بخيته لا تجلس معهم فقط تنزوي مع الطفل عبيد و كأنه إبنها و تختفي، و كانت شما تغار بعض الأحيان من عبيد من شدة إهتمام بخيته لها، و تنتهي سويعات الراحة، حتى تقرر القافلة بالإنطلاق من جديد بينما شماء تتذمر من الطريق و صعوبته ..
بعد سير طويل يصلون نحو قرية يضعون أمتعتهم بالقرب منهم، للنوم و الراحة، يأتي رجل من القرية للسؤال عنهم، و أجبرهم على المكوث صباحا، و هاهم ينامون بعد تعب طويل
***********
طريفة هي عمة بخيته، متزوجة لكن ليس لديها أبناء، و كانت شخصيتها سليطة، و دائما ما تدخل نفسها في شؤون حياة عويش و بناتها و عويش هي أم بخيتة ..
وقت الغداء ذهبت شماء كعادتها تبحث عن بخيته فهي دائما ما تختبئ مع عبيد و لاتعرف السبب، و لكن هذه المرة قررت أن تعرف ما السبب، و ها هي تقترب من مكانها و ترى بخيته تجلس جلسة القرفصاء و منحنية لكن أين عبيد لاتراه، تقترب قليلا و لا تريد أن تحس بها بخيته و إقترب إلا أنها ترى رأس عبيد و لكن ماذا تفعل بخيته هل جنت، تقوم برضعه؟؟
تبتعد بسرعة شما من هذا المكان غير مصدقة بما تقوم به بخيته و تذهب إلى النساء على وليمة الغداء و تجلس بالقرب من أمها، و في هذه اللحظة ، قامت طريفة كعادتها بشتم بخيته و ما تقوم به، بأنها تختبئ مع هذا الطفل المشؤوم، كانت دائما ما ترمي الكلام و لكن عويش كانت تسكت عنها ...
في أحد الأيام كان مصبح جالس مع عمته عويش و بخيته و معهم عبيد، ف رأتهم طريفة، فقامت بشتم مصبح، بأنه عيب عليه أن يضع إبنه المشؤوم عند بخيته و عليه هو بتربيته و ليست هي، و لكن مصبح لم يرد رحل بعيدا عنهم و هو مصدوم من كلام طريفة ..
يقرر مصبح الرحيل عن القافلة و يريد أن يأخذ إبنه عبيد معه، لكن بخيته كيف سيكون حالها بدون عبيد، هي من قامت بتربيته،و لا تستطيع العيش بدونه، يتم نزع عبيد من بخيته و هي تبكي و هو يبكي و كأنه يعلم أنه لن يراها مرة أخرى ..
تحزن بخيته على رحيل عبيد، حتى جائتها حمى من شدة الحزن، و تدخل عليها عمتها طريفة لترى حالها و هي كالعادة تشمت فيها و تقول لها " يالياعدة " أي الماعز وتقوم بفحصها في مناطق في جسدها لكنها تعجبت عندما لامست صدرها فكان ينزل منه الحليب فنهضت من مكانها و هي تشمت في بخيته و بخيته عرفت السبب و رحلت..
تذهب طريفة إلى والد بخيته و تلحقها شما حتى تسمع ما تقوله و لكنها لا تستطيع سماع أي شيء حيث أن طريفة قالت له تخلص منها بأي طريقة فهي عار علينا..
يخرج والدها غاضبا و يقول لزوجته سنرح و نرجع لقريتنا، تعجبت عويش و لكن لا كلام بعد كلامه و الكل كان مستغربا من رأيه، كان والدها يرمقها بنظرات غضب لا تعرف أجوبتها بخيته، ورحلوا عن الجماعة بخيتها و أختها و والديها، كانوا يسيرون بسرعة، حتى وصلوا بالقرب من طوي و وضعوا أمتعتهم لإكمال مسيرهم في اليوم التالي نهضت بخيته من نومها قبل الفجر لتجلب الماء و نهضت خلفها شما و إتبعتها حتى لا تحس بخيته و لكن تفاجأت بصوت خلف بخيته فتعجبت أنه والدها يقبض بخيته و يقوم بطعنها حتى سقطت..
تفاجأت شما من الموقف ماذا يحدث لماذا يقوم والدها بذلك، و من ثم قام بحملها و رميها في الطوي ، تهرب شما إلى فراشها خوفا من والدها و مصدومة من هول المنظر، يجلس امام النار و تنهض عويش للصلاة، و بعد ذلك ينادي الوالد للرحيل لكن عويش تستغرب أين إبنتها بينما والدها يريد أن يرحل، و يصدم الأم بأنه قتلها ورماها في الطوي تعجبت الأم وهي تبكي لماذا؟ تريد أن تذهب لترى إبنتها فيمنعها زوجها و يتوعدها بالطلاق و لكن لا حيلة لها الآن تركب ناقتها و هي تحبس دموعها بينما شما فقد الكلام، بعد الموقف لا تستطيع الكلام ..
******
يمر أمامهم رجل و معه حمار و كلب، ويقول لهم السلام عليكم، لكن تعجب هذا الرجل من سلطان والد بخيته بأنه قال له و عليكم السلام و رحل و تعجب من أمر الفتاة حيث أنها كانت ترمقه بنظرة غريبة ما السبب، و ما قصة هذه العائلة..
يكمل مسيره نحو الطوي لكن كان متعجبا من كلبه كان ينبح كثيرا حول الطوي و لكن لم يرى شيئا حتى قام بالنظر داخل الطوي فشاهدها داخل الطوي، و قام بسرعة بإنقاذها إلا أنها كانت فاقدة الوعي و هو لا يعلم هل هي على قيد الحياة أو لا و يقوم بلف قطعة من القماش حول مكان الطعن و يضعها على حماره، ويذهب إلى قريته حيث طريفه المعروفه بعلاج الناس، و يقوم بوضعها عند خصيبة دون علم أي أحد من الفريج أن عند خصيبة هذه الفتاة، تتعافى بخيته يوم عن يوم و لكن كانت دائما تردد بإسم عبيد و كانت طريفة مستغربه منها لماذا تردد عبيد و من عبيد فكانت تريد أن تعرف سر عبيد ..
تشافت بخيته، و كانت تود خصيبة أن تعرف قصتها لكنها لم تحكي القصة ف كانت تبكي و تقول أنا لا اعرف لماذا حصل معي هذا الأمر، عاشت عند خصيبة و علي الرجل الذي قام بإنقاذها..
مرت سنة، و قرر علي الذهاب لقرية ما لبيع بضاعه أو شي نسيت ف قامت بخيته بتوصيته بأن يسأل عن شخص يدعى مصبح و لديه ولد إسمه عبيد و يسأل عن حال عبيد على أن يكون الأمر سرا بينهم ..
******
تسمع عويش عن إمرأت تعالج بالأعشاب إسمها خصيبة ستذهب مع مصبح لعلاج شماء فهي لغاية اليوم لا تتحدث من بعد موت بخيته، و تذهب إلى تلك القرية ..
و الباقي عليكم ..
.
